Friday, February 10, 2012

من أهم آثار التطوع:



من أهم آثار التطوع:

1- كسب الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.

2- حل المشاكل والمعضلات وخاصة وقت الأزمات.

3- التآلف والتحابب بين الناس، ومعالجة النظرة العدائية أو التشاؤمية
تجاه الآخرين والحياة.

4- التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع.

5- الزيادة من قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين
والحد من النزوع إلى الفردية وتنمية الحس الاجتماعي.

6- تهذيب الشخصيَّة ورفع عقلية الشح وتحويلها إلى عقلية الوفرة
والكسب الأعظم مصداقاً للآية الكريمة (ومن يوقَ شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون).

7- العمل التطوعي يتيح للإنسان تعلم مهارات جديدة أو تحسين مهارات يمتلكها.

تطوع الأنبياء في القرآن الكريم

مفهوم التطوع في القرآن الكريم(1)


حث القرآن الكريم في عدد من آياته الشريفة إلى القيام بالأعمال التطوعية في مختلف مجالات العمل التطوعي، ودعا إلى المسارعة والمسابقة في عمل

الخير كما في قوله تعالى: ﴿ فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) 
و قوله تعالى: ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ(3).


وأشار القرآن الكريم إلى مجموعة من مصاديق عمل التطوع كالحث على إعطاء الصدقة، أو الأمر بالمعروف، أو الإصلاح بين الناس كما في قوله تعالى: 


﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ(4) . والشفاعة في فعل الخير يعد أيضاً من الأعمال 


التطوعية التي دعا إليها القرآن الكريم كما في قوله تعالى:﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا (5)


والدعوة إلى الخير من الأعمال التطوعية التي يجب أن يقوم بها النخبة المؤهلة من المجتمع كما في قوله تعالى:﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى 


الْخَيْرِ (6) ومفهوم الخير مفهوم واسع يشمل كل ما يعد بنظر الشرع والعقل والعرف خيراً، فالصدقة خير، ونشر العلم بين الناس خير، وبناء المساجد وأماكن العبادة والذكر خير، وتزويج العزاب خير، ومساعدة الفقراء والمحتاجين خير، وتشييد المستشفيات والمراكز الصحية خير، ودعم المتفوقين 


للدراسات العليا خير، وطباعة الكتب وتوزيعها مجاناً خير، وتأسيس القنوات الفضائية الملتزمة خير، وتقوية التدين في نفوس الشباب خير، والدعوة إلى 


المعروف خير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خير، ومقاومة الشر وزرع الفضيلة خير، وهكذا...فإن قائمة الخير طويلة وواسعة وشاملة لكل ما فيه رضا لله عز وجل، ومنفعة للمجتمع، وخدمة للأمة والإنسانية.
التطوع في سيرة الأنبياء
ورد في القرآن الكريم مجموعة من قصص الأنبياء  التي تتحدث عن قيامهم بأعمال تطوعية مختلفة، والهدف من ذكرها دعوتنا للاقتداء بأنبياء الله، والسير على نهجهم. كما يؤكد من جهة أخرى قيمة العمل التطوعي في المنظور القرآني، حيث ذكر بالاسم مجموعة من الأنبياء العظام الذين مارسوا الأعمال التطوعية بما يرضي الله سبحانه وتعالى. 
وسنشير إلى أهم النماذج من تطوع الأنبياء الوارد في القرآن الكريم.. ومنها:
1- كفالة نبي الله زكريا  لمريم بنت عمران: 
أشار القرآن الكريم إلى تطوع نبي الله زكريا  لكفالة مريم بنت عمران ع)، قال تعالى: ﴿وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (7). والكفالة تعني أن يقوم شخص برعاية شؤون أحد الأطفال، والعمل على تربية وتوفير احتياجاته حتى يكبر، وهذا ما فعله نبي الله زكريا ، حيث تكفل برعاية مريم بنت عمران، وقام بكفالتها خير قيام، فهو نبي وزوج خالة مريم، وما كان أحد غيره جدير بهذه المهمة في كفالة مريم .
وكفالة الأيتام هي من أفضل الأعمال التطوعية، وقد ورد في فضلها الكثير من الأحاديث والروايات، فقد روي عن الرسول الأعظم  أنه قال: (( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) (8) وأشار بالسبابة والوسطى. و قال  أيضاً: (( من قبض يتيماً من بين مسلمين إلى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة البتة، إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر))(9) 
2- نبي الله موسى  يساعد المحتاجين:
يشير القرآن الكريم إلى صور عدة من مساعدة نبي الله موسى  للمحتاجين وطالبي العون والمساعدة، إذ تطوع نبي الله موسى  بمساعدة امرأتين كانتا تستسقيان لرعي أغنامهم، وكان الشبان يقفون أمام منبع الماء، وهما ينتظران من بعيد، فلما رآهما موسى وهو كان قادم من سفره نحو مدين لم يرض يذلك، فتطوع بمهمة السقي لهما، يقول تعالى: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (10) وهكذا قام موسى  بمساعدة المرأتين ، وقد اتضح له بعد ذلك أنهما ابنتا نبي الله شعيب ، وقد زوجه إحداهما تكريماً له، وجزاء لعمله التطوعي.
وفي مقطع آخر من سورة القصص يشير القرآن الكريم إلى مساعدة موسى  للرجل الذي طلب منه المساعدة، يقول تعالى: ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ(11) .
فتطوع نبي الله موسى  لمناصرة ومساعدة الذي من شيعته على عدوه فقتله ﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْه(12).
3- نبي الله يوسف  يتطوع ليكون مسؤول المالية:
أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله يوسف ، ومنها تطوعه ليكون وزير المالية كما في قوله تعالى:﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ(13) 
وتحمل مسؤولية المالية يدل على طموح نبي الله يوسف، كما يشير إلى أنه كان يرى نفسه مؤهلاً لتحمل هذه المسؤولية العظيمة والمهمة، لذلك تطوع من تلقاء نفسه للقيام بها.
وفي سورة القصص يشير القرآن الكريم إلى أن نبي الله يوسف  عندما أدخل السجن قام بالدعوة إلى الله تعالى، كما تطوع بتفسير الأحلام للسجناء، وقد أشار القرآن الكريم لذلك في قوله تعالى: ﴿وَدخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كافرون * واتبعت مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ * يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(14) فهذه الآيات الشريفة تشير إلى تركيز نبي الله يوسف  - حتى وهو في السجن - إلى الدعوة إلى الله تعالى، وإخلاص العبودية له، وتوحيده عز وجل، ولعله استفاد من حاجة السجناء إلى تفسير أحلامهم بدعوتهم أولاً إلى توحيد الله عز وجل بالمنطق والبرهان كما تشير لذلك الآيات الشريفة.
4- الرسول الأعظم يتطوع في العبادات: 
ذكر القرآن الكريم قيام الرسول الأعظم  بأنواع العبادات من النوافل والسنن والطاعات تطوعاً لله عز وجل، كما في قوله تعالى: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (15) 
وقد كان النبي  بعد نزول الوحي عليه كثير العبادة والقيام حتى تورمت قدماه، ويكاد لا يستطيع الوقوف لشدة التعب من كثرة العبادة، فنزل قوله تعالى: ﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (16) 
خلاصة القول: إن القران الكريم عندما يشير إلى الأعمال التطوعية التي كان يقوم بها الأنبياء (عليهم السلام) إنما يريد إرشادنا إلى أهمية العمل التطوعي، وأن فيه رضا الله عز وجل، وأنه يساهم في بناء المجتمعات، وتقدم الأمم، وتطور الحضارات، فلنقتدِ بالأنبياء في ممارسة العمل التطوعي، وليقم كل واحد منا بما يستطيع في خدمة المجتمع، ومساعدة الناس الذين هم بحاجة للمساعدة والدعم والعون، ولنقف إلى جانب الأيتام، ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (17). 
ـــــــــــ
الهوامش:
1 - مقالة منشورة في مجلة الواحة، العدد الخامس والخمسون.
2 - سورة البقرة، الآية: 148.
3 - سورة البقرة، الآية: 184.
4 - سورة النساء، الآية: 114.
5 - سورة النساء، الآية: 85.
6 - سورة آل عمران، الآية: 104.
7 - سورة آل عمران، الآية: 37.
8 - بحارة الأنوار، ج35، ص117.
9 - ميزان الحكمة، ج8، ص 3708، رقم 22885.
10 - سورة القصص، الآيتان: 23- 24.
11 - سورة القصص، الآية: 15.
12 - سورة القصص، الآية:15.
13- سورة يوسف، الآيتان: 54 – 55.
14- سورة يوسف، الآيات: 36 – 40.
15 - سورة الفتح، الآية: 29.
16 - سورة طه، الآية:2.
17- سورة البقرة، الآية: 110.

ماهو التطوع ؟ من هم المتطوعين ؟

ما هو التطوع ومن هم المتطوعون :-

التطوع هو الالتزام بالوقت والطاقة لفائدة المجتمع والافراد . تقام نشاطات التطوع برغبة الشخص الحرة وبدون مقابل ما عدى مصاريف النقل والغذاء.


حقائق وارقام:

 يوجد في المملكة المتحدة 22 مليون شخص يشاركون بالتطوع الرسمي كل عام.

  عشرة ملايين شخص يتطوع كل اسبوع بما يساوي 90 مليون ساعة عمل.

 وتقدر القيمة الاقتصادية للتطوع بـ 40 بليون جنيه استرليني سنويا.

 
 ستة من عشرة من المتطوعين قالوا بأن التطوع قدم لهم فرصة تعلم مهارات جديدة.

 90% 
*من السكان يتفقون حول أن مفهوم المجتمع الذي يتطوع أفراده هو مجتمع 





يعتني بعضه ببعض.

80% 
* من الناس يرفضون فكرة كون المتطوع أقل كفاءة من الموظف العامل بأجر.



الأسباب التي تدعو البعض للتطوع :-



ـ الرغبة في مساعدة الآخرين.

ـ رد الجميل للمجتمع في مقابل ما يقدمه للمواطن.

ـ الاحساس بالمسؤولية والواجب العام تجاه الوطن.

ـ الدافع الايماني للحصول على الثواب الاخروي.

ـ الرغبة في خلق التأثير الايجابي في العالم.

ـ الرغبة في الحصول على الخبرة العملية وتعلم مهارات جديدة.

ـ حب الاختلاط بالناس ومشاركتهم في العمل وكسب اصدقاء جدد.

ـ الرغبة في اظهار الكفاءة الذاتية للمدراء وللناس كافة.

ـ الشعور بالأهمية والاحساس بالذات.

ـ ممارسة حياة أو اسلوب حياة جديد.

ـ الحصول على المتعة في ممارسة اعمال غير روتينية او مختلفة عن العمل والوظيفة الروتينية.

ـ اسلوب جيد لتمضية الوقت وقتل الفراغ.

ـ الحب في أن يكون المرء في موضع الاهتمام والحصول على المكانة الاجتماعية.

ـ الرغبة في تكوين النموذج للعائلة والأبناء.

ـ الهروب من مشكلات البيت أو الحياة الاجتماعية.

اصناف المتطوعين:-




ـ تطوع الموظفين المستخدمين.

ـ تطوع المتقاعدين.

ـ التطوع القسري للذين يمضون عقوبة " الخدمة الاجتماعية" من متجاوزي الحق العام.

ـ تطوع العاطلين عن العمل.

ـ تطوع الشباب.

العمل التطوعي أهميته، معوقاته وعوامل نجاحه

مقدمة:
يعد العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري. كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلب من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات.
إن تعقد الحياة الاجتماعية وتطور الظروف المعاشية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والتقنية المتسارعة تملي علينا أوضاعاً وظروفاً جديدة تقف الحكومات أحياناً عاجزة عن مجاراتها. مما يستدعي تضافر كافة جهود المجتمع الرسمية والشعبية لمواجهة هذا الواقع وهذه الأوضاع. ومن هنا يأتي دور العمل التطوعي الفاعل والمؤازر للجهود الرسمية.
إن تزايد الطلب على الخدمات الاجتماعية نوعاً وكماً أصبح يشكل تحدياً أمام الحكومات مما يتطلب وجود جهات مساندة للنظام الرسمي خصوصاً وأن الهيئات التطوعية مفضلة على الهيئات الرسمية نظراً:
- لعدم تعقدها.
- وانتفاء البيروقراطية.
- والمتطوع عندما يقدم وقته وخدماته طوعاً يعتبر أدائه أفضل من الموظفين مدفوعي الأجر.
وقد أثبتت التجارب أن بعض الأجهزة الرسمية لا تستطيع وحدها تحقيق كافة غايات خطط ومشاريع التنمية دون المشاركة التطوعية الفعالة للمواطنين والجمعيات الأهلية التي يمكنها الإسهام بدور فاعل في عمليات التنمية نظراً لمرونتها وسرعة اتخاذ القرار فيها. ولهذا اعتنت الدول الحديثة بهذا الجانب لمعالجة مشاكل العصر والتغلب على كثير من الظروف الطارئة، في منظومة رائعة من التحالف والتكاتف بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي.
مفهوم العمل التطوعي:
يعرف التطوع بأنه "الجهد الذي يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في تحمل مسئولية المؤسسة التي تعمل على تقديم الرعاية الاجتماعية" (اللحياني، 1984: 29)، كما يعرفه العلي (1416هـ: 760): بأنه "بذل مالي أو عيني أو بدني أو فكري يقدمه المسلم عن رضا وقناعة، بدافع من دينه، بدون مقابل بقصد الإسهام في مصالح معتبرة شرعاً، يحتاج إليها قطاع من المسلمين".
وهو كذلك خدمة إنسانية وطنية تهدف إلى حماية الوطن وأهله من أي خطر. وفي بعض الدول كسويسرا مثلاً يعتبر التطوع إلزامياً للذين لا تنطبق عليهم شروط الخدمة العسكرية ممن هم في سن 20-60 سنة.
والمتطوع هو الشخص الذي يسخر نفسه عن طواعية ودون إكراه أو ضغوط خارجية لمساعدة ومؤازرة الآخرين بقصد القيام بعمل يتطلب الجهد وتعدد القوى في اتجاه واحد.
أهمية العمل التطوعي:
1- تكميل العمل الحكومي وتدعيمه لصالح المجتمع عن طريق رفع مستوى الخدمة أو توسيعها.
2- توفير خدمات قد يصعب على الإدارة الحكومية تقديمها لما تتسم به الأجهزة التطوعية من مرونة وقدرة على الحركة السريعة.
3- تطبيق الأسلوب العلمي من خلال خبراء متطوعين وصنع قنوات اتصال مع منظمات شبيهة بدول أخرى من دون حساسية أو التزام رسمي والاستفادة من تجاربها الناجعة القابلة للتطبيق.
4- جلب خبرات أو أموال من خارج البلاد من منظمات مهتمة بالمجال نفسه بجانب المشاركة في ملتقيات أو مؤتمرات لتحقيق تبادل الخبرات ومن ثم مزيد من الاستفادة والنجاح.
5- التطوع ظاهرة مهمة للدلالة على حيوية الجماهير وإيجابيتها، لذلك يؤخذ مؤشراً للحكم على مدى تقدم الشعوب.
6- إبراز الصورة الإنسانية للمجتمع وتدعيم التكامل بين الناس وتأكيد اللمسة الحانية المجردة من الصراع والمنافسة.
7- ينظر إلى قطاع التطوع على أنه قطاع رائد والسبب يرجع إلى كونه جهاز مستقل، وصغير الحجم، الأمر الذي يساعده على تجريب أمور جديدة أو تغيير وتحسين الأمور القائمة، بدون أن تكون هناك أي عقبات أو صعوبات. الأمر الذي لا يتوفر في جهاز كبير، وبيروقراطي كالجهاز الحكومي.
8- إن العمل التطوعي يزيد من لحمة التماسك الوطني. وهذا دور اجتماعي هام يقوم به العمل التطوعي. يقول تيتموس (1971) (Titmuss) مقارناً العمل التطوعي بالتبرع بالدم: إن إيجاد الجو المناسب للجمهور للتبرع بحرية بدمهم لمساعدة شخص لا يعرفونه يعد مكون أساسي للمجتمع الصالح، وبنفس هذا المقياس فإنه من الأهمية للمجتمعات إتاحة الفرصة أمام المواطنين للعطاء التطوعي إن رغبوا بذلك.
إن العطاء بحرية عنصر رئيسي للمجتمع الصالح، لذا فإن الفرصة أمام الجميع للمشاركة لا يساعد فقط على تخطي عيوب بيروقراطية العمل الرسمي فحسب بل ويحقق متطلبات التنمية.
معوقات العمل التطوعي:
يواجه العمل التطوعي المؤسسي - شأنه في ذلك شأن كافة الأعمال - عقبات تحد من فاعليته وقد بين العلي (1416) تلك العقبات ونعرض لها فيما يلي بإيجاز:
أ) المعوقات المتعلقة بالمتطوع:
- الجهل بأهمية العمل التطوعي.
- عدم القيام بالمسؤوليات التي أسندت إليه في الوقت المحدد، لأن المتطوع يشعر بأنه غير ملزم بأدائه في وقت محدد خلال العمل الرسمي.
- السعي وراء الرزق وعدم وجود وقت كاف للتطوع.
- عزوف بعض المتطوعين عن التطوع في مؤسسات ليست قريبة من سكنهم.
- تعارض وقت المتطوع مع وقت العمل أو الدراسة مما يفوت عليه فرصة الاشتراك في العمل التطوعي.
- بعضهم يسعى لتحقيق أقصى استفادة شخصية ممكنة من العمل الخيري وهذا يتعارض مع طبيعة التطوع المبني على الإخلاص لله.
- استغلال مرونة التطوع إلى حد التسيب والاستهتار.
ب) معوقات متعلقة بالمنظمة الخيرية:
- عدم وجود إدارة خاصة للمتطوعين تهتم بشؤونهم وتعينهم على الاختيار المناسب حسب رغبتهم.
- عدم الإعلان الكافي عن أهداف المؤسسة وأنشطتها.
- عدم تحديد دور واضح للمتطوع وإتاحة الفرصة للمتطوع لاختيار ما يناسبه بحرية.
- عدم توافر برامج خاصة لتدريب المتطوعين قبل تكليفهم بالعمل.
- عدم التقدير المناسب للجهد الذي يبذله المتطوع.
- إرهاق كاهل المتطوع بالكثير من الأعمال الإدارية والفنية.
- المحاباة في إسناد الأعمال، وتعيين العاملين من الأقارب من غير ذوي الكفاءة.
- الشللية التي تعرقل سير العمل.
- الإسراف في الخوف وفرض القيود إلى حد التحجر وتقييد وتحجيم الأعمال.
- الخوف من التوسع خشية عدم إمكان تحقيق السيطرة والإشراف.
- البعد عن الطموح والرضا بالواقع دون محاولة تغييره.
- الوقوع تحت أسر عاملين ذوو شخصية قوية غير عابئين بتحقيق أهداف المنظمة وتطلعاتها.
- الخوف من الجديد ومن الانفتاح والوقوع في أسر الانغلاق.
- اعتبار أعمال الجمعية من الأسرار المغلقة التي يجب عدم مناقشتها مع الآخرين.
- تقييد العضوية أو الرغبة في عدم قبول عناصر جديدة فتصبح المنظمة حكراً على عدد معين.
ج) معوقات متعلقة بالمجتمع:
- عدم الوعي الكافي بين أفراد المجتمع بأهمية التطوع والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها. فثقافة التطوع متدنية بشكل كبير في كثير من المجتمعات العربية.
- اعتقاد البعض التطوع مضيعة للوقت والجهد وغير مطلوب.
- عدم بث روح التطوع بين أبناء المجتمع منذ الصغر.
- عدم وجود لوائح وتنظيمات واضحة تنظم العمل التطوعي وتحميه.
ويضيف كل من جيل وماوبي (1990) (Gill and Mawby) بعض الإشكاليات المتعلقة بالعمل التطوعي جديرة بالاهتمام، وتتمثل هذه الإشكاليات بالآتي:
. المشكلة الأولى: العلاقة بين المتطوعين والموظفين الرسميين، حيث يشعر الموظفين الرسميين (مدفوعي الأجر) أن وظيفتهم، مرتبتهم، ساعاتهم الإضافية مهددة عند استخدام المتطوعين كما أن كون المتطوع مدفوع للقيام بالأعمال التي له اهتمام بها فقط، بالتالي سيجد الموظفين الرسميين أن حجم العمل ونوعية الإحالات والمعاملات بدأت تتغير ويصبح هناك تكدس لنوعية معينة من المعاملات.
كما أن دور المتطوعين داخل المؤسسة إذا لم يحظ بقبول وموافقة من الموظفين الرسميين، فإننا سنتوقع أن الاستفادة المثلى من المتطوعين ستحجم كثيراً. كما أكد (1973 Mounsey) على ضرورة تدريب الموظفين الرسميين على أفضل الطرق للاستفادة من المتطوعين. وأضاف أن "هناك كثير من الانتقادات التي توجه لعمل المتطوعين ولكن معظم هذه الانتقادات إما مبنية على آراء شخصية، أو أنها غير مبنية على أدلة واقعية. إن الاتجاه السليم للحد من هذه المشاكل يكمن في الاختيار السليم للمتطوع من خلال وسائل وطرق علمية سليمة، وتحديد المهام والواجبات بوضوح. هذا بالإضافة إلى تدريب المتطوع وتهيئته للعمل، والإشراف المستمر عليه أثناء تأدية العمل، هذه الأمور يؤمل أن تحد من الأمور السلبية والمخاطر المصاحبة لأي برنامج تطوعي جديد. (57: 1973 Mounsey).
2. المشكلة الثانية: العلاقة بين المتطوعين والعملاء، إنه من المعروف أن علاقة المتطوع بالعميل تتسم بجودتها حيث أن المتطوع يتخطى كل حدود البيروقراطية في التعامل، كما يتحول مبدأ الواجب لدى الموظف الرسمي إلى مبدأ الرعاية والاهتمام، وبالتالي فإن العلاقة بين المتطوع والعميل تكون في أحسن صورها ونوعيتها. ولكن هناك مشكلة لابد من الإشارة لها (خصوصاً في بعض المجتمعات التي تمتاز بالعنصرية) حيث نتوقع أن تكون العلاقة بين المتطوع والعميل مرتبطة بما هو سائد في المجتمع العام من ممارسات وتمييز في المعاملة، فقد تشوب العلاقة بين المتطوع والعميل أو الخدمة المقدمة شيء من التميز أو التمييز، فقد يكون التحيز في تقديم الخدمات للفئة أو القبيلة التي ينتمي إليها المتطوع أو يحرم بعض فئات المجتمع من الحصول على الخدمة نظرية للتمييز الممارس ضدهم نظراً للمعتقد أو العرق أو الجنسية ولحل هذه المشكلة يلزم الحصول على تمثيل متكافئ لفئات المجتمع المختلفة في العمل التطوعي إلا أن ذلك يعد أمراً صعباً ومشكلة قديمة.
3. المشكلة الثالثة: تعتبر مشكلة مكانية حيث تمتاز بعض المناطق المحتاجة للخدمات التطوعية بقلة المتطوعين بينما في المقابل نجد كثرة منهم في مناطق أخرى أقل حاجة. كما أنه من الصعوبة نقل المتطوع من منطقة للعمل في منطقة أخرى، حيث أنه متطوع وليس موظف رسمي. ولحل هذه الإشكالية بالإمكان توجيه وتكثيف الخدمات الرسمية في المناطق التي تفتقر إلى متطوعين، وتقليلها في المناطق التي يكثر فيها المتطوعين، أي إعادة توزيع الخدمات الرسمية.
4. المشكلة الرابعة: ترتبط بعدم جدية بعض المتطوعين. وهذا الأمر يرتبط بالأشخاص وليس بالمؤسسات. فبعض المتطوعين لا يمكن الاعتماد عليه في أداء بعض المهام إما لعدم جديته أو لعدم كفاءته.
.المشكلة الخامسة: التمويل الحكومي، والأمر يتعلق بتأثير التمويل على استقلالية المؤسسة التطوعية وحياديتها. ويقول بول لويس (1988) "Paul Lewis" إن القطاع التطوعي لا يكون مبدعاً وتقدمياً إلا إذا كان مستقلاً مالياً، وتقل هذه الميزة كلما قلت الاستقلالية المالية". بل إن الأمر أحياناً يؤثر على جودة ونوعية الخدمة المقدمة. فالعاملون بالمؤسسة الممولة من قبل الحكومة سيكونون مشغولون بإظهار أنهم يقدمون خدمة أمام الحكومة أكثر من اهتمامهم بنوعية الخدمة المقدمة. بلاتشر (1989) Blacher يقدم مثال جيد حول هذا الأمر: في مدينة بليموث في بريطانيا يوجد ملجأ للمشردين الذين لديهم مشاكل كحولية. هذا الملجأ يعتمد اعتماداً كلياً في مصاريفه على إعانة من الحكومة واستمرت هذه الإعانة على الرغم من سوء الخدمات المقدمة للعملاء. فإدارة الملجأ تبذل مجهود كبير لإثبات أهمية بقاء الملجأ من خلال إثبات حجم التشغيل وعدد الحالات التي تأوي إليه، دون النظر لنوعية الخدمات المقدمة لهذه الحالات.
6. المشكلة السادسة: تكمن في ضرورة التوازن بين القطاع التطوعي والقطاع الحكومي. إن ازدهار القطاع التطوعي بدأ يقلص من الالتزام الحكومي في قطاع الخدمات. نعم نحن ندعم وفي بعض الحالات نفضل أن يتولى القطاع التطوعي تقديم بعض الخدمات مثل مساندة ذوي الحاجات الخاصة على سبيل المثال، ولكن هذا لا يعني أن تكون الأمور كذلك في جميع الخدمات. لابد أن يكون هناك توازن وأن لا تتخلى الحكومة عن مسئولياتها تجاه قطاعات المجتمع المختلفة واحتياجاتها وعدم الاعتماد كلية على القطاع التطوعي في القيام بكل المهام وتقديم كافة الخدمات، لأن له طاقة محدودة.
عوامل نجاح العمل التطوعي:
العمل التطوعي لابد له من مقومات وأسباب تأخذ به نحو النجاح، ولذلك من الأهمية بمكان معرفة أسباب النجاح ليتم الحرص عليها وتفعيلها وتثبيتها، وفي المقابل معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الفشل والإخفاق ليتم البعد عنها وعلاجها في حال الوقوع فيها أو في بعضها وبالتالي فإن معالجة المعوقات أعلاه تعد من العوامل الهامة المساعدة على نجاح العمل التطوعي. ومن أسباب نجاح العمل التطوعي كما أشار إلى ذلك فوزي عليوي الجعيد (1424) ما يلي:
- أن يتفهم المتطوع بوضوح رسالة المنظمة وأهدافها.
- أن يوكل بكل متطوع العمل الذي يتناسب إمكاناته وقدراته.
- فهم المتطوع للأعمال المكلف بها والمتوقع منه.
- أن يلم المتطوع بأهداف ونظام وبرامج وأنشطة المنظمة وعلاقته بالعاملين فيها.
- أن يجد المتطوع الوقت المطلوب منه قضاؤه في عمله التطوعي بالجمعية.
- الاهتمام بتدريب المتطوعين على الأعمال التي سيكلفون بها حتى يمكن أن يؤدوها بالطريقة التي تريدها المنظمة.
- إيضاح الهيكل الإداري للمنظمة للمتطوعين.
- إجراء دراسات تقويمية لأنشطة هؤلاء المتطوعين في المنظمة.
د. حميد بن خليل الشايجي

من أهم آثار التطوع

-كسب الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.

2-حل المشاكل والمعضلات وخاصة وقت الأزمات.

 3-التآلف والتحابب بين الناس، ومعالجة النظرة العدائية أو التشاؤمية 
تجاه الآخرين والحياة.

 
3- التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع.

5- الزيادة من قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين 
والحد من النزوع إلى الفردية وتنمية الحس الاجتماعي.

6-تهذيب الشخصيَّة ورفع عقلية الشح وتحويلها إلى عقلية الوفرة والكسب الأعظم مصداقاً للآية الكريمة (ومن يوقَ شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون). 

7- العمل التطوعي يتيح للإنسان تعلم مهارات جديدة أو تحسين مهارات يمتلكها.